حذار من طغاة الحاضر وآلهة المستقبل
برعاية وحضور المشرف الديني العام في جمعية المبرّات الخيرية، السيّد الدكتور جعفر فضل الله، نظّمت ثانوية الإمام الحسن (ع) حفل التخرّج السنوي لطلاب الصف التاسع الأساسي للعام الدراسي 2024 – 2025، وذلك الثلاثاء 23 أيلول/ سبتمبر 2025.
افتُتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني ونشيد الثانوية. ثم ألقى الخريجون كلمتهم التي عبّروا فيها عن طموحاتهم وآمالهم بمستقبل مشرق مليء بالإنجازات العلمية. تلتها كلمة إدارة الحلقة، التي شدّدت على أهمية الشراكة مع الأهل، وقدّمت الشكر للأهل والمعلمين على مواكبتهم المتواصلة للطلاب، مؤكدةً التزام الثانوية بتقديم خدمة تربوية متميزة وتحقيق التوجهات التعليمية الرائدة.
وتخلّل الحفل مشهدية فنية قدّمها الطلاب، أبرزت دور الكتاب في مواجهة هيمنة التكنولوجيا، لتنتهي برسالة مفادها أن لا مستحيل أمام الإرادة، أعقبها كورال إنشادي أضفى أجواءً مميّزة على المناسبة.
من جهته، ألقى راعي الحفل السيّد الدكتور جعفر فضل الله كلمةً تطرّق فيها إلى التحديات التي يفرضها العصر الرقمي، مشيراً إلى محاولات تحويل الذكاء الاصطناعي إلى "آلهة المستقبل" تُستَخدم لفرض أنماط استهلاكية تسلب الإنسان إنسانيته. وتوقف عند مشهد الطغاة في عصرنا، الذين يتسلحون بأحدث ما توصلت إليه الخبرة البشرية في جمع المعلومات وتحليلها، وبالتقنيات التي تسلب الأمن حتى من داخل بيوتنا وطرقنا. هذا النموذج، القائم على استغلال العلم لإنتاج الخوف والوحشية، وقد أجاب عن تساؤل قد يطرحه البعض"أين الخير في ذلك؟" الخير يكمن في التمسك بالنموذج الإنساني القائم على القيم، حيث لا يحدَّد الحق بالقوة، بل الحق هو الذي يحدّد القوة ويحكمها. كما نبّه السيد فضل الله إلى ضرورة تتبّع النماذج القرآنية الرمزية على أرض الواقع الذي نعيش فيه، كنموذج "فرعون" و"هامان"، مشبّهًا نموذج "قارون" لا بأشخاص فقط، بل بسلوك قد تتمثله الشركات الكبرى وسياساتها التي تمتص ثروات الشعوب وتوجّه مواردها بما يخدم مصالحها على حساب إنسانيتها ومستقبلها.
وختم فضل الله كلمته قائلًا: لابد من أن نصنع لأنفسنا الأمن والسعادة حتى في عمق التحديات والابتلاءات، ونعرف أنه في نهاية المطاف سننال في الدنيا قبل الآخرة، عندما نحسن ان نعيش حتى في عمق البلاء كما عاش الأنبياء، كما عاش الأولياء، صنعوا ما عليهم وتوكلوا على الله.
وفي الختام، وُزّعت الشهادات على الخريجين.