أين عدلُ الله ممّا يجري؟
أين الله من كلّ ما يجري من شرّ؟ ولماذا يمدُّ في أعمار الأشرار ويقبض أرواح الأخيار؟ هل ترك الله "عباده الصالحين" ليذبحهم الأشرار ويتلاعبوا بمصائرهم؟
بعضُ أسئلة زحفت إلى ذهن كلّ منا على صهوة الألم والصور المتدفّقة في الإعلام ووسائل التواصل، والكلمات التي تشي بأنّ بعض البشر يُريدون أن يقنعوا العالَم بأنَّ إله السماء قد "مات"، وأنّ عليهم أن يُذعنوا لآلهة الأرض، السابحين في فضاء التقنيّة والذكاء الاصطناعي تظلّلهم غيوم الداتا العملاقة التي تجعلهم يحيطون "بكلّ شيءٍ علمًا".
صحيحٌ أنّ سؤال العدل والحكمة رافق البشريّة منذ لحظتها الأولى عندما طرح الملائكة سؤالًا أمام المخلوق الجديد المعروف لخلافة الأرض: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"([1]) وواجهت الأديان جميعًا طوال التاريخ؛ إلّا أنّها اليوم أكثر وقعًا، وأشدُّ نقرًا على "اليقين" بأنّ "اللَّهَ مَعَنَا"([2])، وأنّه "لَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"([3])؛ لأنّنا في عصر التدفّق المهول للصور والكلمات والمواقف والأحداث بما لا يعدّ له الجهاز العصبيّ البشريّ، وهذا ما يجعلنا أمام خيارين: إيكال الأمر إلى الله، أو الإحباط واليأس؛ ولكنْ يعودُ الجهاز العصبيّ ليثير السؤال: أين الله ممّا يجري؟
ومشكلة هذا النوع من الأسئلة أنّه يواجه الإنسان الذي يُريد النتائج بالحسّ أمامه في لحظته، فهو المنغمسُ في طينيّته([4]) والذي خلقه الله "من عَجَلٍ"([5])، والذي هو "لِحُبِّ الخَيْرِ لشَديدٌ"، وهو الذي إذا ابتلاه اللهُ "فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ"([6])، في حين أنّ الإجابة عن هذا السؤال مركّبة وتتطلّب أخذ مسافةٍ متباعدة (Zoom out) عن هذا العالَم؛ لأنّنا نُريد أن نفهم فعلَ الله المهيمِن على العالَم، لا فعل بَشَرٍ خاضع لظروف هذا العالَم.
وطالما أنّ الجواب مركّب، فنطرحُ عدّة أجزاء له ثمّ نجمعُ بينها لنحصل على صورة كاملة، واعتمادُنا في تحديد هذه الأجزاء على القرآن الكريم، والذي ينبغي أن يُقرأ على أنّه بيانُ هدايةٍ إلى كيفيّة برمجة الله لهذا العالَم، وبالتالي كيفيّة تمظهر علاقته سبحانه وتعالى بأحداثه. بتعبير آخر يمثّل القرآن النسخة الزرقاء (Blue Print) لسنن الكون والحياة. قراءته عندئذٍ ستكون بطعمٍ مختلف.
بالتأمّل في آيات القرآن، يمكن أن نجد الأجزاء التالية:
1- السُّنن أو قوانين العالَم: الله بنى الحياة البشرية والكون ضمن نظام له قواعده المحدّدة سلفًا، وظواهره تتحقّق ضمن علاقة الأسباب والمسبَّبات، ثمّ قال لنا: "لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا"[7].
2- أنّ الله خلق الإنسان متمثّلًا بآدم،
أ- جعله "في الأرض خليفة"[8]،
ب- أعطاه الحرّية التكوينية التي تجعله قابلًا لفعل الخير والشرّ: "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا"([9])،
ج- سلّحه بالعقل الذي يفكّر به ويستكشف ويُبدع: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"([10])،
د- سخّر له – بسبب عقله - الاستفادة من سنن الحياة، وعُبِّرَ عن ذلك بسجود الملائكة له[11].
3- ركّب فيه غرائز قد يجمعُها: "شَجَرَة الخُلْدِ ومُلْكٍ لا يَبْلى"([12])، أي حبّ البقاء والتملّك، وهما ضروريّتان لمهمّته في إعمار الأرض وخلافته فيها.
4- أمّن لبني آدم – على مدار التاريخ – هداية رساليّة مستمرّة إلى مبادئ الحياة الخيّرة وقيمها، وللأمن والسعادة الحقيقيّين، ومناعةً له أمام نوازعه: "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"([13]).
تركيب أجزاء الصورة
إلى هنا سنقوم بتركيب الصورة هذه الأجزاء لجعل الصورة أكثر وضوحًا:
نعلمُ أنّ الله قادرٌ على أن يقولَ للشيء "كُن فيكون"[14]، ولكن هنا لا يعودُ معنًى للخلق، وفي البشر يلغي حرّيتهم، بل يلغي الإنسان تمامًا، ولذلك شاء أن يحقّق إرادته عبر الإنسان - "الخليفة" انطلاقًا من حرّيته، فهداه إلى كيفية القيام بذلك، عبر الرسالات والكتب والرسل.
لكنَّ تحقيق ذلك من قبل "الخليفة" قائم على توازُن الغريزة والهداية، ومن ناحية عمليّة على خضوع الأنا للقيم، وهنا ينقسمُ البشر إلى قسمين:
أ- قسمٍ يتنكّر للمبادئ والقيم، ويجعل الهوى إلهه([15])، ويستخدم عقله المستكشف والمبدع في تحقيق المزيد من الوسائل؛ لأنّ سنّة الله في الفعل البشري وحرّيته – كما أشرنا آنفًا -، تقتضي أنّ البشر بما هم بشر، وبمعزلٍ عن إيمانهم وكفرهم، متمكّنون من الوسائل والأدوات التي يكتشفون أسرارها بعقولهم التي أعطيت لهم باعتبارهم من الآدميّين وأبناء آدم.
ب- قسمٍ يحتكم إلى المبادئ والقيم، ويجعل الله إلهه، لينال شرف تجسيده للمبادئ والقيم التي تجلّى بها إلى العالَم، فكانت المعنى الحقيقيّ للوجود. وهؤلاء هم "عباد الله الصالحون".
ولكنْ إلى هنا لم تكتمل الصورة بعدُ؛ إذ لما تُرك القسم الأوّل من البشر؟ ومَن سيوقفهم؟ وهل أنّ "عباد الله الصالحين" سيوقفون أولئك بصلواتهم وأدعيتهم؟!
هنا تحضر أمامنا سنّة إلهيّة أو قاعدة للحياة، هي سنّة التدافع: "وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ"[16]، بمعنى أنّ منع الفساد والظلم أو تحجيم أثره إنّما يقع من خلال دفع الظالمين بقوّة الذين يحملون رسالة العدل، بحيثُ يكون صلاح الأرض، ومنه تحقُّق العدالة الإلهيّة، ناتجًا عن التدافُع الحاصل بين الفئتين الصّالحة والمُفسدة.
وتأكيدًا على كلّ ما تقدّم، ليس من سنّة الله أنّ الفئة الصّالحة يمكن لها أن تحقِّقَ ذلك بالدّعاء والصَّلاة، بل أن تمتلك الوسائل والأدوات التي تحقّق من خلالها الغلبة لإرادة العدالة على الأرض، وأن تعمل في مشروعها الحضاري على تطوير تلك الوسائل في كلّ مجالات الحياة، لا في المجال العسكري فحسب، والأهمّ أن تحرّك إرادتها في سبيل ذلك[17].
الظلم نتيجة أمرين
وبناءً عليه، يكون الظُّلم، ولا سيما الناتج من الحروب، ناشئًا من عاملين أساسيّين:
أ- امتلاك الفئة المُفسدة لوسائل القوّة وأدواتها التي تمكّنها من تحريك إرادة الفساد والشرّ. وهذه الوسائل متنوّعة بطبيعتها؛ منها العسكري، ومنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنولوجي، وما إلى ذلك.
ب- عدم امتلاك الفئة الصّالحة للوسائل والأدوات التي تمكّنها من تحريك إرادة الصَّلاح والخير، أو عدم تحريكها لتلك الأدوات لأسباب مبرّرة أو غير مبرّرة.
وعلى أساس ذلك من سنّة الله، إذا علا الظالمون حصل الظلم في الأرض، وإذا تحرّك الفاسدون وُجد الفساد في البرّ والبحر[18]، وإذا سيطر المترفون آل أمر الناس إلى الدمار[19] والخراب لنوعيّة حياتهم، وهكذا.
وعلى أساس ذلك أيضًا، إذا قصّر الصالحون، أو أخطأوا، أو تقاعسوا، أو لم يمتلكوا الوسائل الضرورية، ولم يحقّقوا الظروف المطلوبة، ويستفيدوا لأجل كلّ ذلك من السنن الإلهيّة وقواعد الحياة التي أقام عليها العالَم، فيمكن أن يُهزموا ويخسروا ويصيبهم النقص "في الأموال والأنفس والثمرات"[20]، حتّى أنّهم إذا انحرفوا تمامًا فإنّ السنّة الإلهيّة تقتضي استبدالهم، لا بالغيب، بل ببشر آخرين يغيّرون بأيديهم قضاءً لسنّة الله: "إِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم"[21].
الجزء المكمّل للصورة
يبقى أنّه لا يعني كون تحقيق العدالة بيد الإنسان أنَّ الله تعالى لا يتدخّل في مجريات الأحداث والأوضاع، بل قد وجدنا في القرآن الكريم شواهد وأدلّة عديدة على التدخّل الإلهي، ولا سيّما في الحروب التي جرت مع النبيّ (ص)، وكذلك في كثيرٍ من الأحداث التي جرت مع أنبيائه. ولكنَّ هذا التدخّل يتحرّك ضمن السنن والقوانين التي جعلها الله تعالى لحركة العالم، فكأنَّ التدخّل الإلهيّ هو أحد الأسباب إلى جانب أسباب أخرى أريد أن تكون بيد الإنسان، فكان حضور الله الكامل من حيثُ هيمنته على الأمر كلّه، وحكومته على كلّ مفاصل الوجود. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، يخضع التدخّل الإلهي لمدى خطورة الشرّ على المشروع الإلهي، بحيث لو تُرك لسقط المشروع، ولذلك رأينا التدخّل الغيبي في معركة بدرٍ ولم يتدخّل في معركة أُحُد إلّا بما يحافظ به على عناصر المشروع للمرحلة التالية، والتي منها الوجود البشري للمسلمين، فوقفت المعركة بفضل من الله وتقدير.
والأهمّ في كلّ ذلك، أن لا نجزمَ على الله في شيءٍ، ولا نتوهّم أن نفرض عليه النتائج التي نرغبُ، بل نسير وفق سننه في هذا العالَم، ونجاهد فيها أقصى جهودنا، ونراكم العمل الصالح الذي يحبُّ في كل مجالات الحياة، ونرجوه في لطفه ورحمته ونعمته أن يديم نظره إلينا ولطفه بنا.
السؤال الصحيح
ونتيجة ذلك يكون علينا تصحيح السؤال، فبدلًا من أن نسأل: لماذا يتدخّل الله ويوقفَ الأشرار؟ يكون السؤال: ما الذي صنعنا تجاه إيقاف الأشرار؟ وما الذي يجبُ علينا أن نصنعه في المستقبل؟ وما هي متطلّباته؟ وكم من الوقت يستغرقُ أن نحقّق إرادة الله كما يُريد؟
خلال الإجابة عن هذه الأسئلة، سيصبح واضحًا لنا، كم من القوّة يجبُ أن نعدّ؟ وما هي مجالات القوّة التي علينا أن نعمل لها؟ ولماذا يجبُ أن تكون أوطاننا قويّة؟ ولماذا يجبُ أن نحذر الفرقة والفتن؟ ولماذا يجبُ العملُ للوحدة والتعايُش؟ واستثمار الثروات والنعم التي حبانا الله بها؟ ولماذا أيضًا يجبُ أن نبني قوّة أمنٍ نُسيّج بها كلّ ذلك؟ وكيف يكون ذلك؟ وكيف تتمظهر عناوينُ الحرّية على أرض الواقع، استقلالًا وسيادةً؟
ويصبح حالُ المؤمن الصالح أنّه الذي ينصبُ نفسه دائمًا حارسًا للقيم والمبادئ في الحياة، ويتحمّل مسؤوليّته في المجال الذي يشغله، والموقع الذي يحسنه، على أن يجعل عمله "في سبيل الله"، ويجعل مهنته غير مفصولة عن القضيّة الكبرى التي تعنيه، ومنها قضيّة أنّه "خليفة" في أرض الله، وعليه أن يحرّك مهنته ليرى ما الذي يمكن أن يحقّقه من الأهداف الكبرى.
البعضُ هنا قد يجاهدُ عسكريًا، والبعضُ اجتماعيًا، والبعضُ إعلاميًّا، والبعضُ ثقافيًا، والبعضُ حقوقيًّا، والبعض عبر الدراسات والأبحاث التي تعمّق المعرفة بالواقع وتبني عليها خطوات ثابتة، والبعضُ عبر السياسة، والبعضُ في تنمية الروح وتعزيز قوّة الشخصيّة المرتبطة بالله، والبعضُ علميًا، والبعضُ تقنيًا، والبعضُ زراعيًّا أو صناعيًّا أو تجاريًّا، أو ما إلى ذلك.
وعلى أساس ما تقدّم، سيكون واضحًا لكلّ مؤمنٍ أن مجالات الجهاد ستتّسع على قاعدة واحدة الرؤية والأهداف العامّة، ليسلك كلٌّ فرد، وكلّ جماعةٍ، الطريق الذي تفرضه الظروف قياسًا إلى ذلك، والذي يجمعُ ذلك قوله تعالى: "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ"[22]، وعندئذٍ سيكون الأساس لدى الإنسان ما يقدّمه لربّه من حسابٍ على الطاقة التي منحه الله إيّاها، وكيف حرّكها في سبيله، وهو قوله تعالى: "وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"[23]، حتّى تكتمل روافد العدالة في تقويّة جبهة الحقّ في كلّ مجالاته، والعدل في كلّ خطوطه الواقعيّة.
بناءً على ذلك، لن تكون مسيرة عدالة الله في الأرض مفروشة بالورود، وهي قطعًا لن تكون بالدخول في أبواب الذلّ، ولن تكون بالشعارات بل بالمواقف، ولن تحقّقها الأقوال بل الأفعال، بل بأن نكون على صورة أسماء الله الحسنى: عادلين حكماء أقوياء، وهؤلاء هم الذين يبنون الحياة، ويعمرون الأرض، وهؤلاء الذين تسجدُ لهم الملائكة!
جعفر محمد حسين فضل الله
بيروت: 13/جمادى2/ 1447هـ - 4-12-2025م
[1] سورة البقرة: 30.
[2] سورة التوبة: 40.
[3] سورة الحجّ: 40.
[4] خلق الله الإنسان من بُعدين، طيني وهو محلّ تفاعل الغرائز والشهوات والحسّ، وروحي، وهو محلّ العقل والقيم والأخلاق والتجاوز للبعد المادي، وإليه أشار الله تعالى بقوله: " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ"/[سورة ص: 71-72].
[5] سورة الأنبياء: 37.
[6] سورة الفجر: 16.
[7] سورة الأحزاب: 62.
[8] سورة البقرة: 30.
[9] سورة الإنسان: 3.
[10] سورة البقرة: 31.
[11] وذلك قوله تعالى: "وإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"/سورة البقرة: 34.
[12] سورة طه: 120.
[13] سورة البقرة، الآية 38.
[14] قال تعالى: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"/ سورة يس: 82.
[15] قال تعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"/ سورة الجاثية: 23.
[16] سورة البقرة: 251.
[17] دلّتنا على ذلك بعض الآيات الكريمة التي تحدّثت عن كيفيّة تحقيق الله لبعض الأهداف في الحياة: (إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )[17]، حيث إنّ إحقاق الحقّ اقتضى أن يوجّه الله تعالى الأسباب إلى وقوع الحرب بين المسلمين والمشركين في بَدر، بينما كانت نفوسُ كثيرين منهم لا ترغبُ بذلك، وإنّما ترنو إلى الاستيلاء على أموال قريشٍ اقتصاصًا منها على ما نهبت من أموالهم وأخرجتهم من ديارهم. وأمّا الفرق بين الصالح والفاسد لا يكمن في أنّ عليهما معًا أن يأخذا بسنّة الله، وإنّما في أنّ الأوّل يرجو من الله ما لا يرجوه الثاني، كما أشار تعالى: (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)/[النساء: 104][17].
[18] سورة الروم: 41.
[19] قال تعالى: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا"/ سورة الإسراء: 16.
[20] قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"/ سورة البقرة: 155.
[21] سورة محمّد: 38.
[22] سورة الحجّ: 78.
[23] سورة آل عمران: 157.

